منتدى ararad
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورسجل الزواراتصا بناالتسجيلدخول
<

 

 حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية Empty
مُساهمةموضوع: حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية   حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية I_icon_minitimeالإثنين 2 نوفمبر 2009 - 13:24

😢
د. أنطوان أبرط...
تعرّفت على الاستاذ عبد المسيح قرياقس قبل أكثر من عشر سنوات ، جمعتنا محاضرة في مدينة الحسكة
للكاتب جاد الكريم الجباعي وكان معنا حينها الدكتور يعقوب جللو والاستاذ كبرئيل تازا ، بعد المحاضرة كان للاستاذ عبد المسيح مداخلة رائعة تميزت بجرأة شديدة لم أعهدها عند كل المثقفين الذين أعرفهم أو التقيت بهم ، من يومها أثار فضولي هذا الرجل ، بدا لي رجلا صلبا لا يستسلم و لا يخاف ...
لم ينسحب الاستاذ عبد المسيح قرياقس من قضايا الشأن العام ،كما فعل أمثاله ممن عاشوا تجربة مشابهة ، بل على العكس، لقد أثبت حضورا لافتا ،فكان سبّاقا في المشاركة في كل القضايا الساخنة التي مر بها مجتمعنا ، هو نموذج للمثقف العضوي الذي لا يكتفي بالجلوس في برجه العاجي من أجل النقد و التنظير وإنما يلعب دورا فاعلا وأساسيا في قضايا مجتمعه ،حتى أكثرها خطورة و حساسية ...
يذكّرني الاستاذ عبد المسيح قرياقس بعبارة ميخائيل رومان الشهيرة " تشاؤم العقل ، تفاؤل الإرادة" فهو رجل إرادة بامتياز رغم كل أجواء التشاؤم السائدة، قد تختلف معه ، نعم ، ولكنك تحترمه ليس لتاريخه النضالي فحسب وإنما لفاعليته في الحاضر وثبات مواقفه رغم كل المتغيرات ...
هو أحد مؤسسي الاسرة الأزخينية وهو الآن مشرفها العام ، التقيته وكان الحوار التالي :

س1 – من هو عبد المسيح قرياقس ؟
أنا من مواليد العام 1941 في قرية عين ديوار (محافظة الحسكة ) في أقصى الشمال الشرقي من سوريا
وآخر نقطة حدود مع تركيا على نهر دجلة ، نزح والدي مع مئات العوائل الأزخينية من آزخ إلى عين ديوار بتشجيع من السلطات الفرنسية في الأعوام 1927-1928 هربا من المجازر التي نظمتها ضد المسيحيين السلطات التركية مستخدمة بعض العشائر الكردية ، وتمكن جيل والديّ بسرعة لا تصدق أن يندمجوا مع الوطن السوري لسببين ، الأول : لأنهم يتكلمون اللغة العربية ، لغة سوريا ، وثانيا لأن الكنيسة السريانية الأورثوذكسية اتخذت موقفا وطنيا صادقا بدخول البطريرك أفرام برصوم الأول بالكتلة الوطنية وانخراطه مع المطران قرياقس ، مطران الجزيرة والفرات بالنشاطات المباشرة للكتلة
الوطنية ، فغدا موقفهم معاديا لفرنسا ، رغم أن الشعب السرياني البسيط الذي نزح من تركيا هربا من المجازر ، كان يعتقد أن فرنسا هي هنا لتحميه من قتل جديد يرتكبه المسلمين بحقّه ...
كان والدي الشماس قرياقس من أهم مثقفي آزخ حينها وكان مختارا لعين ديوار ، كان يجيد العربية والسريانية بشكل مميز ، لكنه حين رأى أن الكنيسة غير منسجمة مع فرنسا ، قام بنقل عائلته إلى قرية كردية تبعد 7 كيلومترات شرق عين ديوار واسمها - كاسان – واشترى نصفها ، وانتقلت اسرتنا إلى
كاسان التي كان كل سكانها من الأكراد ، وعاشت معهم عائلتنا من الأعوام 1942-1954 في أصفى وأنقى وأقوى علاقات إنسانية وأخوية ..و فضّل والدي - وهذا اعتبره ذكاء ووطنية منه - أن تغادر عائلتنا عين ديوار مركز المستشار الفرنسي المسيحي لتعيش في قرية كردية إسلامية
قبل الاستقلال بسنوات قليلة هجرت عين ديوار ، وصارت ديريك هي مركز القضاء فانتقلت عائلتنا
من كاسان إليها ، ولكن بقيت كاسان المقر الصيفي لعائلتنا
في عام 1948 دخلت مدرسة السريان الخاصة بديريك التي انشأت منذ العام 1936 وحصلت فيها على
شهادة السرتفيكا بالعام 1953 ، وفي العام 1957 حصلت على الكفاءة من إعدادية النهضة الخاصة للسريان بالقامشلي ، وفي العام 1960 حصلت على شهادة البكالوريا ، القسم العلمي من ثانوية القامشلي الرسمية ، وفي العام 1966 حصلت على الليسانس في التاريخ من جامعة دمشق .
عملت بالعام 1964 مديرا للمركز الثقافي بالمالكية ( التي تغير اسمها بالعام 1959 من ديريك إلى المالكية) حيث توفر لي الوقت لأكون من أكثر القراء نهما ، لقد استفدت من وجودي في المركز استفادة هائلة ، وكان إعجابي الكبير بالكاتب اللبناني الشهير ميخائيل نعيمة سببا لتتم معه بالعام 1965-1966 مراسلة متبادلة حيث تبادلنا أكثر من عشر رسائل مكتوبة بخط يده ، وفيها آراء كتبت خاصة لي
وأفتخر بهذه الرسائل واعتبرها كنزا لي ، ومنه تعلمت غسل الروح والنظافة الداخلية لها والتي هي السبب الحاسم للسعادة الحقّة .
أما فكريا وسياسيا فقد بدأت أشعر بالعام 1953 أن ديريك هي خلية نحل سياسية فقد توزع شبابها المثقف بين الحزب الشيوعي والحزب القومي السوري والحركات السريانية القومية ، وبعدها حزب البعث ونتيجة دراستي بالقامشلي في الأعوام 1957-1960 وبسبب أن الشباب السرياني حينها كان يعج في غالبيته بالفكر القومي السرياني ، فقد تأثرنا بهذا الفكر وبقينا حتى العام 1962 نعمل به بكل نشاط حين جذبتنا أفكار البعث ، فدخلنا الحزب قبل وصول البعث للسلطة بالعام 1963 ، وبقينا في المالكية في مركز القيادة لهذا الحزب حين وقعت بالعام 1966 حركة 23 شباط ...ووقفت ضدها فتم نقلي للرقة
مديرا للمركز الثقافي هناك ، حيث اندمجت بشكل هائل بالمجتمع الرقّاوي وأصبحت أقرب أخ وصديق لمثقفي الرقة الذين كان تاجهم الدكتور عبد السلام العجيلي والذي أقمت معه أقوى العلاقات الثقافية كونه كان سابقا وزيرا للثقافة ، ولأنه أفضل كاتب قصة قصيرة في سوريا وربما الوطن العربي كلّه.
كما أعطاني ميخائيل نعيمة رحابة الفكر والروح ، كذلك أعطاني عبد السلام العجيلي رحابة في الاطلاع على التاريخ العربي وشعرائه بشكل خاص ، لقد جعلتني ليبرالية عبد السلام العجيلي أرحب فكرا وعلى يديه قرأت المتنبي وأبي العلاء وكثير من كتب وشخصيات التراث ، كما اطلعت على الفكر العالمي الذي هو استمرار له في الوطن .
بعدها ذهبت إلى الجيش في نهاية 1968 وبقيت خمس سنوات ونصف فيه برتبة ملازم في مدينة اللاذقية في مدرسة المدفعية ، وهناك اندمجت بالمجتمع الثقافي اللاذقي ريفا ومدينة ...
كان ريف اللاذقية خصبا بالثقافة ومدينتها أيضا ، وكان الوجه الأبرز للثقافة فيها الاستاذ الياس مرقص
الماركسي اللينيني العربي الأشهر في الوطن العربي ، وأقمت أقوى العلاقات والصلات به ، فدرست الماركسية واللينينية العربية على يده وعبر كتبه التي ناهزت العشرة كتب ،وهناك شرحت كتاب رأس المال لكارل ماركس فقدّر عاليا جهدي ...
وهكذا، من ميخائيل نعيمة إلى الدكتور عبد السلام العجيلي إلى الياس مرقص ، محطات أتشرّف بها
وأثّرت في سير حياتي الفكرية و الروحية .
وحين كنت بالرقّة وقعت نكسة 5 حزيران 1967 ، فعشت كل ثقلها هناك ، ولكن أكثر ما هزّ وجداني
كان هذا الحزن العارم الذي لفّ مدينة الرقّة ، وأكل وشلّ لسانها ، كان الجميع أينما سرت صامتون ، يبكون حين ظهر عبد الناصر في الإعلام ليعلن تحمله المسؤولية وتقديم استقالته .. حينها علمت أن روح الشعب هي مع هذا القائد العظيم ، وعلمت أننا البعثيون بحاجة إلى جهود هائلة لنتمكن من الوصول إلى مكانة عبد الناصر ..
بعد تسريحي من الجيش عدت إلى القامشلي لأعيّن مديرا لثانوية عربستان التي كانت تحوي 1550 طالبا ثانوي وإعدادي ، كانت هذه محطة مهمة في حياتي ومكمّلة لمحطة حياتي في الجيش .
في الجيش أطللت على كل المجتمع السوري ، لأن الجيش هو بحق مصنع الوطنيّة ، ونتيجة تعاملي الانضباطي والثقافي والإنساني الكبير مع الطلاب والتلاميذ الذين يدرسون في مدرسة المدفعيّة ، صارت لي شعبية كاسحة عبر سورية كلّها .
أما في ثانوية عربستان تعرفت عن قرب على مجتمع القامشلي وريفه بعربه وأكراده ومسيحييه
وكنت للجميع بالتساوي وبمحبة قل نظيرها ، وخلقت أساليب تربوية غير معروفة في مدارسنا
من التنظيم والتعامل الأخلاقي والإنساني والأبوي مع الطلاب ، وتمكنت من اختراق عقولهم وأرواحهم
ولا أزال حتى اليوم أقطف ثمار السنتين اللتين أمضيتهما في إدارة عربستان ، كنت محبوب الطلبة بكل صدق وحق .. لكن هذه المرحلة قطعت بدخولي السجن لأسباب سياسية
بعد خروجي من السجن ، ونتيجة لتسريحي من وظيفتي ،عملت بالتجارة من العام 1992-2000 بأخلاقية ومثالية نادرة ، ربحت بأكثر الطرق شرفا وصدقا ، وكانت أيضا مرحلة مهمّة من حياتي أثبتت فيها أني رغم تخصصي بالثقافة والسياسة ، لكن حين أرغمتني الظروف نجحت كما لم ينجح أذكى التجار وأكثرهم حذاقة ، وتربطني حتى اليوم علاقات رائعة مع أصحاب المعامل التي كنت آخذ منها والحوانيت التي كنت أبيعها ، وخرجت من هذه التجربة نظيفا تماما و بالعام 2000 أوقفت عملي
نتيجة إرهاقي الجسدي ولأسباب اخرى...
بعد احتلال بغداد ووضوح المخطط الأمريكي الصهيوني في التقسيم الطائفي والعنصري ، وبعد الأحداث المؤسفة في محافظتنا بالعام 2004 في الملعب البلدي ، وأحداث العام 2005 للخزنوي أحسست أن هناك خللا حقيقيا في المحافظة وهناك فجوات وطنية هائلة إن لم نملؤها نحن أبناء المحافظة الغيورين فمصيرنا قد يكون سيئا ، ودعونا إلى عقد مؤتمر شعبي في قرية (جرمز) مقر رئيس عشيرة طي ، والذي حضره (850) شخصية وطنية من المحافظة ...وكنت المتحدث الوحيد في هذا المؤتمر ، الذي رسخ عهدا من توازن القوى الوطنية ، وأدى إلى إدخال قوى جديدة للساحة الوطنية ، وقمت بدور صمّام الأمان ، نتيجة للرصيد المعنوي الذي أمتلكه عند كل مكونات محافظتنا ، لمنع حصول تصادمات على أسس عرقية ، كان هذا المؤتمر علامة فارقة ليعرف الجميع أن المحافظة ليست ساحة يمتلكها طرف واحد ، بل هي لجميع أبنائها ...
بعدها تشكلت لدي قناعة أن العمل الحقيقي الذي يخدم شعبنا في هذه المحافظة هو العمل الاجتماعي البعيد عن الهياكل السياسية ،لذا توجهت إلى أرض صلبة كالفولاذ والماس ، توجهت إلى أهلي الأزخينيين ، خاصة أن الشباب الأزخيني في مدينة الحسكة ، ومنذ العام 1994كان قد شكّل الاسرة الأزخينية ، فالتقطّت الفكرة ، وبمعاونة بعض الشباب ، دعونا لثلاث اجتماعات متتالية لدراسة فكرة إقامة اسرة أزخينية بالقامشلي ، كان التأييد عارما
وصارت الاسرة أمرا واقعا ، لكننا ركّزناها على أسس صلبة ...

س2 – تنتمي إلى جيل آمن بايديولوجيا ثورية ودفع ثمن ايمانه زهرة شبابه
هل لا تزال هذه الايديولوجيا صالحة اليوم ؟ ولماذا؟
نعم ، فأنا لا أزال أؤمن أن المجتمعات في العالم كله لم تتطور إلا بإيديولوجيات تبنتها شعوبها ، الايديولوجيا هي أفكار وثقافة وروح تخترق عقول الناس وقلوبهم ..لكن أكثر ما يضر الإيديولوجيات هو وصولها للسلطة لا عن طريق التطور الطبيعي ، بل عن طريق العنف ، وقد التقيت الكثير من مؤسسي البعث ومنهم صلاح الدين البيطار ، وأعرف تراث البعث معرفة صحيحة ، وأفهم روح مؤسس البعث الاستاذ ميشيل عفلق ، لقد كانوا جميعهم يؤمنون أن البعث كان يعتبر البرلمان هو ساحة الكفاح الوطني للوصول إلى تحقيق المشاركة الفاعلة في السلطة ، ولكن لا أريد الغوص في الأسباب
فقد وصلنا نحن أصحاب الايديولوجيا القومية ليس عن طريق البرلمان وصناديق الانتخاب بل بالطريق الذي يعرفه الجميع ، وقتلنا دون أن ندري عنصر الحياة الأساسي لتطور مجتمعاتنا وهو الديمقراطية ، ودفعتا الأثمان الباهظة نتيجة لذلك ، يشاركنا في دفع هذه الأثمان الباهظة شعوب الاتحاد السوفياتي ، ، وكدليل على إيماننا نحن البعثيين الأوائل بالبرلمان كوسيلة لإيصال إيديولوجيتنا للمجتمع ،أنه بالعام 1957 كان للبعث الذي كان أمينه القومي ميشيل عفلق وأمينه القطري أكرم الحوراني 17 نائبا في البرلمان السوري ، ونتيجة قوة نفوذ إيديولوجيا البعث بالوحدة والحرية والاشتراكية ، فاز الاستاذ أكرم الحوراني بمنصب رئيس البرلمان السوري الذي كان فيه أكثر من 150 نائبا ، أي صار الشخص الثاني بالسلطة كلّها بسوريا بينما كان رئيس الجمهورية شكري القوتلي هو الشخص الأول
هكذا نفهم الايديولوجيا ، لأنه لا طريق لخلاص الوطن بدونها ، ونزداد تمسكا بها لأنها بقيت هي السبيل الوحيد والأقوى لتحرر الوطن الأمة..

س3 – ما هو رأيك بجيل الشباب اليوم وما هي نقاط الالتقاء مع جيلكم وما هي نقاط الافتراق
وبماذا تنصح هذا الجيل ؟
الشعب هو ذاته وأرضيته مشتركة ، لكن الفرق بين جيلنا وجيل الشباب هو الفرق في المناخ والظروف
العالمية والعربية والوطنية التي عشنا بها وبين المناخ والظروف التي يعيشها جيل الشباب اليوم .
وطنيا عاش جيلنا النضال لطرد الاستعمار الفرنسي ، عشنا توحد شعبنا كله نضاليا ، فمن ثورة الشيخ
صالح العلي ضد تركيا و فرنسا إلى ثورة هنانو بحلب إلى ثورة السلطان باشا الأطرش في جبل العرب
إلى ثورة دمشق وغوطتها ، وتوحد شعبنا مسيحيا وإسلاميا في النضال المشترك ضد فرنسا خلق حالة
وطنية مثالية ، وجاءت فترة الديمقراطية الهائلة التي عاشتها سوريا من العام 1954 حتى عام 1958 ،
حرية أحزاب وحرية صحافة وحرية الإضراب والمظاهرات ، فنمينا في مناخ وطني ، فخرجنا أقوياء
كالصخر وصريحين وشفافين كالبللور ، وعربيا عشنا تحت مناخ التجربة الناصرية ووحدة عام 1958
التي أعطتنا قوميا وعربيا آمالا هائلة لتحقيق شيء حقيقي للأمة ، وبغض النظر أنه كان هناك ديكتاتورية
بثورة مصر لكن انعكاسها على جيلنا كان قوة وإحساسا أن إسرائيل وأمريكا يمكن مواجهتهما وحتى يمكن هزيمتهما ، وعالميا عشنا تحت خيمة الاتحاد السوفياتي الذي كان واقفا كالمارد في وجه الوحش الأمريكي الصهيوني ، فجيلنا عاش في مناخات قوية لاتسمح له إلا أن يكون عملاقا ، أما جيل الشباب اليوم فقد ولد وعاش ونما دون أن يتنفس مناخ الحرية الذي عشناه ، عشنا في زمن الانتصارات في الاتحاد السوفياتي ومصر والوطن ، لكن جيل الشباب يعيش زمن انهيار الاتحاد السوفياتي وانفراد الوحش الأمريكي في دوس كرامة الشعوب وإغراق البشرية ببحار من الدماء دون وجود من يلجمه ..وانهيار مصر درع الامة ، وأخيرا انهيار العراق بوابة الامة الشرقية وغدت الامة فريسة الوحوش الكاسرة ، لذا فان جيل شبابنا جيل مظلوم ، فهو محروم من الآمال والطموحات ، فهو إما يفكّر بالهجرة إن توفرت أو أن يرتد لحماية ذاته للتمذهب والطائفية ...تطارده لقمة العيش وقلة فرص العمل ..
لاشك أنه توفرت لجيل الشباب اليوم طاقات علمية هائلة (الانترنت ، والكمبيوتر و الموبايل ) ..لكنه يحتاج إلى قدر أكبر من مناخ الحرية ويحتاج إلى ظهور قوى عالمية تستطيع لجم الثور الأمريكي .. وأنه يرى بوادر هذا الأمل في تقدم روسيا اليوم ، وهو لا شك أكثر علما وبالتالي ذكاء ، وإذا توفرت له المناخات الصحيحة فسيفعل المعجزات وخاصة إذا توفرت له قيادات تستطيع تنظيم طاقاته وصبّها لصالح الوطن .. ورغم الطفو على السطح في مدينتنا الرائعة القامشلي الفكر الطائفي والعنصري ، لكن حين تتغير المناخات ، فان روح هذا الجيل العميقة هي روح وطنية صادقة ، وأنا مؤمن أنه سيفعل المعجزات ويهجر الفكر الطائفي و العنصري ، انظر إلى الفرق بالذكاء ، فأنا مثلا حصلت بالعام 1960 على 135 علامة بالبكالوريا العلمي وكنت أعتقد نفسي
حينها عالما ، بينما الآن بالمئات بالمحافظة يحصلون على 230 علامة فما فوق
س4 – أنت أحد مؤسسي الاسرة الأزخينية والآن مشرفها العام ، ماهي الاسرة الأزخينية
وماهي نشاطاتها، ألا يوجد تناقض بين انتماء الآزخيين الى الاسرة من جهة والى طائفتهم
السريانية من جهة اخرى ، ألا يكفي السريان تجزئة وتفرقة ؟
عبر مسيرة حياتي لم أكن أشعر مطلقا بانتمائي الأزخيني إلا بشكل ثانوي جدا ، لأني عشت في بيت علم ووطنية ، فوالدي كان مختارا لعين ديوار ثم لديريك أي كان مختارا للجميع، وكان شماسا انجيليا يجيد العربية والسريانية بشكل ممتاز، وكان عروبيّا ، وكنت ألمس هذا وأنا صغير ، فكان مؤمنا أن أبناء عشيرة زبيد العربية هم أبناء عمومتنا وفي الانتخابات النيابية بالأعوام 1955 ،وبعدها كان يترشح عن الأكراد أولاد نايف باشا وعن العرب أولاد دهام الهادي ،وكان والدي دائما مع إعطاء أصوات ديريك للطرف العربي ، رغم علاقته الحميمة مع الأكراد ، وبالنسبة لي لأني عشت طفولتي شتاء في ديريك وصيفا في قرية كاسان ، ونتيجة للمحبة الهائلة التي تلقيناها من أكراد كاسان لم يترسّب في عقولنا أي تعصّب ديني أو عنصري ، ورغم أن الكبار من الآزخنيين كانوا يتكلمون عن المجازر التي قامت بها بعض العشائر الكردية ضدهم ، لكن لم تكن هناك قوّة تستطيع إقناعي أن أكراد كاسان هم مثل هؤلاء الأكراد الذين أرادوا ذبح أهلنا في آزخ ، ثم أني منذ الأعوام 1953 عشت الخصب الفكري الهائل في ديريك حيث ظهر القوميون السوريون ثم الشيوعيون والقوميون السريان ، على الأقل في البداية جماعة أكرم حوراني ، لذا لم يكن هناك نصيب أو مجال لي للتعصّب لآزخ ، ومن الأعوام 1959-1961 عملت في الحقل القومي السرياني وبرزت فيه ، لكن منذ العام 1962 جذبتنا أفكار البعث ، وكنا في قلب السلطة حين استلم البعث السلطة من العام 1963 حتى العام 1966 حيث وقفت ضد حركة 23 شباط 1966 ، لقد لعبت ظروف المنطقة في ضعف العقيدة البعثية لدى البعثيين ، لكنني كنت الوحيد الذي لم يتأثر وبقيت أكثر ارتباطا بأفكار البعث وأراها الطريق الوحيد للخلاص ، وضعف الجميع وبقيت القوي الوحيد ، وهذه حقيقة وليس تباه ، وفكّرت عميقا عن أسباب هذه القوة ، وفجأة التمعت في روحي قناعة راحت تترسّخ ، أن أحد أهم أسباب قوتي هو كوني أزخيني وذلك لسببين : الأول :أن الأزخينيين لم يعرفوا الهزيمة ولا الانكسار لهذا فان الأزخيني مهما طالت مواجهاته فانه يحافظ على نصره ، ولأني منذ صغري لم أسمع بأن أزخينيا أذل (بضم الهمزة) ، بل كان دائما هو المنتصر ، وكنت أرى بعيني أن عمّي (ببي) وهو امي يسيطر على عين ديوار كلّها (بكوباله) ، فترسّخ في أعماقي القوّة التي لا تنهزم
الثاني : أن الأزخينيين غير طائفيين ولا عنصريين ، ورغم أن العشائر الكردية عملت المستحيل مع الدولة العثمانية لذبحهم عام 1915، ولكن حين تعرض الأكراد بالعام 1925 لبطش تركيا ، فقد حمى الأزخينيون الكثير من الأكراد من الموت ، ثم لعيشي في كاسان لذا لم تتمكن كل الضغوط من نكسي وإعادتي للطائفية ، وقررت بالعام 1984 ، أن أقوم بأول تجربة روائية ، فكتبت رواية هامة وبدأتها بآزخ كنموذج الأبطال الذين حين يؤمنون لا تتمكن قوة من هزيمتهم ، وأفردت بروايتي جزءا كبيرا عن صمود آزخ الاسطوري ، ولأني لم أكن أعرف سابقا شيئا عن تفاصيل ما حدث في آزخ ، فرحت أتصور بعقلي وخيالي ما حصل .. وكان بطل روايتي شاب أزخيني اسمه أفرام.
هكذا رسّخت الحياة والأحداث صورة آزخ في حياتي ، وحين أسس إخوتنا بالحسكة الاسرة الأزخينية بالعام 1994 ، كنت معجبا بعملهم ، لكني كنت أراه يحتاج إلى دعم أكبر لإظهار وجه آزخ ، وكنت أقول إذا تأسست للأزخينيين اسرة بالقامشلي فانه يجب أن (تملأ الدنيا وتشغل الناس) بما ستحدثه بالواقع من تغيرات حقيقية تجعلها حديث الناس جميعا بمنجزاتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، وحين نضجت الظروف لتأسيس الأسرة
دعوت بعد التشاور مع عدة إخوة لي عبر ثلاثة اجتماعات متتالية في 30/1 و 6/2 و 13/2 /2005 أكثر من (80) رجلا أزخينيا وعرضنا عليهم فكرة تأسيس الاسرة ، وكانت استجابتهم كبيرة جدا ، ومن شدة حماسهم
واندفاعهم لم نتمكن من العودة والتراجع عن الفكرة ، وقمنا بعدة خطوات
1- تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة أعمال الاسرة .
2- القيام بإحصاء دقيق لكل العوائل الأزخينية تسجل كل المعلومات اللازمة عن الاسرة ، والتعرف على الاسر مباشرة من بيوتها ، وقد ساعدنا بهذا العمل الكبير بشكل فعال المهندس بول صليبا وبعده قدّيس الاسرة وروحها ، المتوهج المغترب ايشوع موسى ايشوع ، والأخ بهنان بولص وغيرهم الكثير من الشباب ، كنّا ننتقل سيرا على الأقدام من البشيرية إلى الأربوية وحي السريان ومنها إلى جنوب الكورنيش وحي الرميلان والغربية والوسطى لأكثر من شهرين نبشّر ونحصي ونجمع الملاحظات
3-قررنا تشكيل صندوق تدفع فيه كل اسرة 100 ليرة سورية شهريا عدا الفقراء لدعم فقرائنا وطلابنا المحتاجين
4- تشكيل صندوق ولجنة إقراض شبابنا الفقراء ما يمكنهم من القضاء على بطالتهم ويرسخهم في بلدهم ، وكان أول قرض قدمناه هو لشراء سيارة أجرة لأحد شبابنا وأعطت نتائج رائعة حقا
5- قررنا مساعدة الفقراء دوريا بتشكيل سلة مواد تموينية لهم تشمل السكر والشاي والسمن والزيت وكل ما يلزم البيت ، وقررنا في كل عيد (الميلاد و الفصح) تقديم 2000 ليرة لكل فرد في العائلة الفقيرة ، فإذا كان عدد أفراد الاسرة 5 خمسة ، نعطي 10000 ليرة
6- قررنا أن ندفع 10000 ليرة لكل عائلة يتوفى أحد أفرادها كواجب ومساهمة تعزية من الاسرة ، وقررنا أن ندفع 5000 ليرة منحة زواج لأي شاب أو فتاة أزخينية تتزوج
7- في 17/7/ 2005 شكّلنا شبيبة الاسرة الأزخينية ودعونا بعد الإحصاء كل شبابنا وبناتنا من عمر 16 سنة وما فوق وقمنا معهم بنشاطات مهمة جدا بالتوعية الاجتماعية ، وكان أول قرار لهم هو فتح دورة لتعلم اللغة السريانية كون غالبية الأزخينيين لغتهم عربية
8- قررنا أن نقيم حفلة للامهات في كل 21 آذار تكون كل تكاليف الحفلة من طعام خفيف وضيافات والهدايا على نفقة الاسرة
9- تشكيل لجنة لأوروبا بقيادة الأخوين الغيورين ايشوع موسى ايشوع وصاموئيل لبيب الخوري، التي جابت دول سويسرا ، بلجيكا ، ألمانيا ، هولندا و السويد وأشركت العوائل الأزخينية التي تمكنت من الوصول إليها و أصبحوا جزءا من صندوق الاسرة
10- تقرر إقامة حفلة أو حفلتين سنويتين لعموم عوائل الاسرة وأصدقائهم ، لترسيخ علاقات التعارف و المحبة بينهم ، وإقامة حفلة سنوية لعموم الاسرة لتكريم طلابنا الناجحين والمتفوقين في الشهادة الإعدادية والثانوية
11- قوّينا علاقتنا جدا مع كل تنظيمات طائفتنا السريانية الاورثوذكسية و الكاثوليكية ، وقد وضعت الكنيسة السريانية الكاثوليكية كل أخوياتها وإمكاناتها تحت تصرفنا وتعتبر الحاضنة التي ولدت فيها الاسرة ، مع آل عمسو الذين وفّروا للاسرة منذ ولادتها قبوا حضاريا مجهزا بكل وسائل نجاح الاجتماعات و يتسع لقرابة 100 شخص مع تقديم الضيافات الدائمة لكل اجتماع للاسرة
حتى العام 2009 زادت قروضنا الممنوحة للفقراء على الثلاثة ملايين ، كلّها تعطى دون فائدة ، وتعود كما هي لصندوق الاسرة ، وصار عدد الطلبة الذين ندرّسهم في جامعات القطر 6 طلاب إناث وذكور
ولشبيبتنا نشاطات حقيقيّة في التوعية والتعارف و العمل الجماعي المشترك ، وقد تكون من أنشط تشكيلات الشباب بالمحافظة ، ونتيجة ثقة عوائل الاسرة بها ، صارت تحل كل مشاكلهم الحياتيّة و الماديّة وغدت الاسرة حاجة ضروريّة و حياتيّة لكل ام و أب بالاسرة.
أما على مستوى تنظيم الاسرة ديمقراطيّا و حضاريّا ، فقد تم بالعام 2007 وبعد مرور سنتين و نصف على تأسيس الاسرة ، وبعد أن أصبحت قوة اجتماعية كبيرة ، كان لا بد أن تختلف وجهات النظر حول كيفية تنظيمها ، وظهرت أفكار متنوعة أحيانا تبدو متضاربة ، واعتقد البعض أن الاسرة دخلت مرحلة الانشقاق المؤدي للشلل والموت ، لكن كان العكس ، لقد ظهرت رؤيتان مختلفتان، الاولى تعتقد أن الاسرة يجب أن تبقى بحجم صغير و لا حاجة لتضخيم دورها ويكفيها أنها عرفت الأزخينيين على بعضهم ، ولا حاجة لأية اجتماعات ، وكانت ضد تشكيل الشبيبة ونشاطاتها بشكل حاسم ، وضد أي عمل اقتصادي.
الرؤية الثانية ترى أن تنطلق الاسرة بقدر طاقاتها بكل المجالات طالما أن توجهها وطني و منسجم مع الكنيسة و المجتمع والوطن ، وأن لا تتوقف عن العمل الاجتماعي ، بل تنطلق مستغلة قوّتها الاجتماعية
للعمل الاقتصادي والمشاريع الاقتصاديّة ، ويجب أن تتحول إلى عملاق اقتصادي ، وانتصرت الرؤية الثانية
واستقطبت أكثر من 95% من أبناء الاسرة ، وكانت رؤيتنا أن يبقى الجميع بإطار الاسرة ، ومن له أفكار مختلفة دعه يبقى معارضا ، لكن ضمن الاسرة .
حين انتصرت فكرة انطلاق الاسرة ،وتوسيع عملها، تقرر تنظيم هذه الاسرة ديمقراطيا ، وتشكيل قيادة ديمقراطية فيها تعتمد رأي الناس فيمن يقودها ، واتفقنا أولا على دعوة ممثلي العوائل ، أي إذا كانت عائلة آل(س) مؤلفة من خمس اسر ، فيتفقوا فيما بينهم على إرسال شخص واحد يمثل هذه الاسر الخمسة ، وهكذا دعت الاسرة قرابة سبعين شخصا كانوا ممثلين للعوائل في 23/7/2007 ، واتفق في هذا الاجتماع الهام على ما يلي :
1- تسمية من يدير شؤون الاسرة ب(المشرف العام) على الاسرة بدل من رئيس الاسرة
2- أن يتم انتخابه مباشرة من ممثلي العوائل
3- أن تتشكل لجنة أو مجلس لا يقل عدده من 15-20 شخصا ، لإشراك أكبر عدد من الشباب بإدارة أعمال الأسرة ، وأن يتم ترشيحهم طوعيا و إذا زاد العدد ، يتم انتخاب بين أعضاء المجلس لانتخاب العدد المطلوب ، واتفق أن يكون العدد 20 شخصا ، ومدة عمل المشرف العام للأسرة واللجنة سنتين ، يقدموا بعدها استقالتهم ، وتم في هذا الاجتماع انتخابي كمشرف عام للأسرة من جميع الحضور برفع الأيدي
و لإعطاء دفعة ديمقراطية أكبر دعت الاسرة في 22/2/2009 إلى اجتماع عام للاسرة في صالة منتجع الميري لاند حضره أكثر من 150 شخصا ، تم فيه إعادة انتخابي بالإجماع مشرفا عاما ، وصار عدد أعضاء المجلس الذي يدير الاسرة 23 شخصا
أما عن علاقتنا بالكنيسة و المجتمع السرياني ، فإننا بعد إنشاء الاسرة تلقينا ردود أفعال سلبية من الكنيسة ومن المجتمع السرياني وتصور الجميع أننا عدنا للعشائريّة و تمزيق للطائفة أو الإضرار بالكنيسة فقد مد سيادة المطران مار استطاثاوس متى روهم يد التعاون إلينا وكنا بصدق وحق في خدمة كنيستنا ، ولكي ترسخ الاسرة أفكارها وتشرحها في مجتمعها السرياني ، التقيت كمسؤول عن الاسرة سيادة المطران مع أكثر من عشرين شخصية سريانية ومنهم أعضاء بالمجلس الملّي ، وشرحت لهم أسباب تأسيسنا للاسرة ، ورؤيتنا لتنظيم المجتمع السرياني وطلبت منهم بالتحديد ما يلي :
1- أننا أسسنا الاسرة لنقدم قدوة ونموذج للسريان ليروه ويقلّدوه وأن الأسرة مرحلة ، إذا تحرك السريان ، ونحن معهم لتنظيم المجتمع السرياني كما نظمنا الأسرة ، فانه لن يكون هناك حاجة للأسرة ،وسنصبّ كل جهودنا لشعبنا السرياني ، وستنحل اسرتنا وتندمج بالأسرة السريانية الأشمل .
2- السريان بحاجة إلى تنظيمات اجتماعية علمانية منفصلة عن الكنيسة ولكن غير متعارضة معها ، تعمل هي على تنظيم طاقات المجتمع السرياني الاجتماعية والاقتصادية ، تهتم وتحل مشاكل الفقراء والطلبة والشباب وكل مشاكل المجتمع ، ولا يمكن أن يتم هذا إلا بالسير على الطريق الذي سارت عليه الاسرة
3- إجراء إحصاء دقيق لكل السريان بالقامشلي لمعرفة كل شيء عن المجتمع السرياني كما فعلت الاسرة
وأن شباب الاسرة مستعدون للقيام بهذا الإحصاء نتيجة لتجربتهم الناجحة
4- تشكيل صندوق يشترك فيه كل العوائل السريانية بمبلغ 100 ليرة سورية لكل عائلة بالشهر ، وأن يشمل
هذا الصندوق ، عبر مندوبين كل سرياننا في أوروبا كما حصل بالأسرة الأزخينية
5- أن يدعى قرابة 70 شخصية سريانية من كل المدينة يتم اختيارهم من قبل لجنة يرأسها مبدئيا سيادة المطران لتكون كل القوى السريانية ممثلة فيهم ، وأن يدعى هؤلاء السبعين ، ويتدارسوا بهذه الامور ويختاروا لجنة من 12-15 شخصا للقيام بتنفيذ البنود السابقة
6- أن لا تبقى عائلة واحدة خارج هذه الاسرة السريانية العامة ، والتي حتما سيكون فيها البعثي والشيوعي والقومي السوري و الآثوري ..الخ ، لكن الجميع موحدون في هذه الاسرة كما هم الأزخينيين الآن موحدون.
7- في حال نجاح هذه الاسرة بالبدء بتنظيم المجتمع السرياني ، تعلن الاسرة الأزخينية عن حل ذاتها وتصبح جزءا عاديا وأساسيا ومتساويا مع الجميع في هذه الاسرة الكبيرة .
وقد وافق المطران بحماس على هذه الأفكار وأبدى الجميع شكرهم للاسرة الأزخينية على هذه الأفكار
وطلب المطران من نائب رئيس المجلس الملي حينها الاستاذ عبد الأحد خاجو أن يقوم بهذه الخطوة بتحضير أسماء ال70 و إعلام المطران ثم دعوتهم للاجتماع للبدء بمشروع الاسرة السريانية العام ، وها قد مضى ثلاث سنوات رغم المراجعة الدائمة من قبلي للمطران وللمجلس ، لكن السريان بقوا كما هم و الاسرة استمرت في انجازاتها الرائعة ، وننتظر استيقاظهم لنبدأ بالعمل معا، فالأزخينيون قدوة وأنموذج وتحد للسريان واثبات عملي لهم على الانجازات ، فالاسرة لم تقسم السريان بل كان الأزخينيون كجزء من السريان في حالة ضياع وتمزّق فلملمته ولمّت طاقاتهم ، فعملوا المعجزات ، وها هو أول مشروع اقتصادي لهم تراه عين كل سرياني بالقامشلي ، مشروع الميري لاند ، فإذا توحد السريان اجتماعيا بالمستقبل فنحن سنتوحد معهم ، رغم أننا نشك بهذا لأنهم كلهم رؤوس ولا يقبلوا أن ينتظموا ويطيعوا بعضهم عن رضا وقبول ، بينما الأزخينيون أثبتوا عبر التاريخ وأثبتوا اليوم أنهم يقبلون التنظيم ، وأنهم يطيعون بعضهم ، ويعرفون كيف يخلقون زعامات تكون خادمة لهم ..


س5 – من الانتماء إلى فكر ينتمي إلى القومية العربية، والرسالة الخالدة من المحيط إلى الخليج، إلى أحد مؤسسي ومشرف عام للاسرة الأزخينية التي تحمل طابعا مناطقيا، ألا تجد تناقضا بين الأمرين ؟
لا تناقض البتة ، بل على العكس توأمة ، فالعروبة والرسالة الخالدة هما شيء يخص كل تاريخ هذه الامة عبر كل مراحلها ، فالبابليون أصل وجذر العروبة وكانت رسالتهم الخالدة شرائع حمورابي
والحضارة الهندسية والفلكية والعسكرية والعلوم والديانات التي تركها الآشوريون والآراميون السريان
ولغتهم كانت رسالة خالدة ثانية لشعوب هذه المنطقة وللعالم ، وكانت رسالة المسيح (الدين المسيحي) رسالة الامة الخالدة الثالثة والتي يؤمن بها أكثر من مليارين ونصف إنسان في العالم كلّه ، ورسالة الرسول محمد (الدين الإسلامي) رسالة الامة الخالدة الرابعة والتي يؤمن بها أكثر من مليار ونصف إنسان في العالم كله ، والبعث يؤمن أن قدر هذه الامة أن تلد الرسالات الخالدة وتقدمها للبشرية كلها.
بعد احتلال بغداد وسعي أمريكا والصهيونية المحموم لنشر المذهبيات والعنصريات في العراق وتصديرها لسوريا ، وحين وقعت أحداث 2004 و 2005 جعلت الجميع يفكر بعمق ووطنية للخروج من هذا المأزق ، وكان رد الأزخينيين أنهم توحدوا وشكلوا الاسرة السريانية الأزخينية ، ليشعروا كل وطني شريف وكل سرياني أنهم حماة له ، مدافعون عنه ، وبسرعة التقطت -عشيرة زبيد العربية والتي تسكن الجواديّة والقرى المحيطة بها ، والتي كانت قبل 1500 عام تسكن منطقة آزخ ، وكانت وقتها مسيحية و تابعة للكنيسة السريانية الاورثوذكسية ، وكانت آزخ مركز مطرانيتها- الفكرة فمدت يدها للاسرة الأزخينية طالبة إقامة علاقة أولاد عمومة فيما بينهم لأن أجدادهم وأجداد الأزخينيين قبل أكثر من خمسين عاما كانوا يتعاملون مع بعضهم البعض كأولاد عمومة حقيقيين ، فجددنا هذه العلاقة وهكذا انضمت 2000 عائلة زبيدية كرديف وقوة وطنية إلى القوة الأزخينية السريانية ، وهكذا زال التعصب بين المسيحي والمسلم ن وزال التعصب بين السرياني والعربي ، فصار الأزخينيون نقطة جمع وتقوية للسريان كلهم ، وجمع وتقوية وطنيا لأبناء عشيرة زبيد الذين كانوا مسيحيين وسريان وإعادتهم لتاريخهم ، ووحدت إنسان هذه المنطقة ، وهكذا صارت آزخ نقطة التوحيد الوطني الصادق الأصيل.
وهكذا بالعام 2005 أقامت الاسرة علاقة أبناء عمومة مع زبيد وفي العام 2006 تقدم أبناء عشيرة المحلميّة طالبين إقامة علاقة أبناء عمومة مع الأزخينيين أيضا على أرضية أن المحلميين هم أبناء بكر وقسم من الأزخينيين كانوا من أبناء تغلب ، وأن عشيرة بكر وتغلب كانتا في السابق عشيرتان مسيحيتان وتابعتان للكنيسة السريانية الاوثوذكسية ، لكن بعد مجيء الإسلام صارت بكر إسلامية، وبقي قسم من تغلب مسيحيا ومنهم شعب آزخ ، ولأن بكر وتغلب كانا أخوين ، لذا طالب المحلميّون أن نعيد علاقة أبناء العمومة بيننا ، وقد تم لقاء ضم المثقفين والوجهاء من الطرفين واعلن قيام علاقة أبناء عمومة أيضا بين الأزخينيين والمحلمية ، وهكذا صار نفوذ الاسرة وعلاقاتها تكبر وتتوسع ،وانضمت بذلك أكثر من 10آلاف عائلة محلمية تسكن القامشلي كرديف وقوة للاسرة الأزخينية ، وفي العام 2008 أقامت الاسرة الأزخينية أول مشروع اقتصادي لها هو الميري لاند والذي اشترك فيه 210 عوائل ضمت السريان والأرمن والكلدان والآشوريين ..الخ، وهكذا وحدت الاسرة المسيحيين اقتصاديا عبر مشروعها الميري لاند ، ووحدت الاسرة العرب والمسلمين معها اجتماعيا عبر تاريخ مشترك بالمسيحية والكنيسة السريانية ، فنحن نهيّئ لأبناءنا و أحفادنا حياة وأرضا مستقرة محمية بالقلوب ، ولا نورثهم الخوف والتعصب والرهبة من المجهول ، نورثهم حب الوطن وأبنائه والرسوخ فيه لا التفكير بالهجرة والهروب

س6 –هناك أكثر من مصدر يقول أن اصول الآزخيين تعود إلى عرب الزبيد ، ما حقيقة هذا الأمر؟
لقد هاجرت بعض من عشيرة زبيد من الجزيرة العربية واستقرت في المنطقة التي سميت كنسيا (بيت زبداي) وتمتد هذه المنطقة من جزيرة ابن عمر حتى نصيبين وكان مركزها حول آزخ ، وكان هناك تعامل صناعي واقتصادي وكنسي مع آزخ ، ولأن من سكن آزخ من عشائر سريانية كالبرصومكية
أو عشائر عربية تغلبية مثل آل حبيب(الحبيبكية) ، كانت قد صارت عشائر مستقرة ، بينما أبناء عشيرة زبيد بقوا بدوا رحّلا في خيام ، ومعلوم أن قدراتهم القتالية ،ووحدتهم العشائرية تجعلهم أكثر قوة ، وغدوا نتيجة وحدة إيمانهم مع آزخ درعا يحمي آزخ من أي اعتداءات ، وحين جاء الإسلام ، آمن بعد فترة أبناء عشيرة زبيد به ، لكنهم بقوا أوفياء لأبناء عمومتهم بالدين ،وربما كان هناك تزاوج بينهم سابقا،ورغم إسلامهم إلا أنهم بقوا حماة لآزخ، وبعدها رحل قسم من العشيرة نتيجة للفتوحات الإسلامية جنوبا نحو سوريا والعراق ، لكنهم بقوا يختزنون في أعماقهم حنينهم وحبهم لآزخ ولكنائسها ، ويتحدث الكثير من أبناء العشيرة اليوم أنه قبل مئة سنة كان الزبيدي إذا حج إلى مكة فانه لا يعتبر أن حجّه اكتمل إلا إذا حجّ وزار آزخ وكنائسها التي كان أجداده قد صلّوا فيها ، وهكذا اختزنت زبيد حنينها لمسيحيتها وتعلقها بإسلامها ، وقبل أكثر من ستين عاما أعاد أجدادنا وآباؤنا هذه العلاقة معهم ، لكنها ذبلت وضعفت في الثلاثين سنة الأخيرة ، ولكن بعد تأسيس الاسرة مدت زبيد يدها لآزخ وقابلتها آزخ
بالمثل،عبر اجتماع واسع ضم أكثر من مائة شخصية من الطرفين وأعلنوا قيام وحدة اجتماعية بينهما في العام 2005 ، والآن أي شخص زبيدي أو أزخيني ، إن كان صغيرا أو كبيرا ، شابا أو كهلا إذا سألته سيقول زبيد أولاد عمنا وأن أهل آزخ أولاد عمنا ، فعلاقتنا عميقة وشاملة وشعبية ، وهذه العواطف أججت مشاعر شاعر زبيد وشاعر المحافظة الشهير علي جمعة الكعود الذي كتب قصيدته الشهيرة والتي عنوانها (العودة إلى آزخ) والتي يقول فيها
تاريخنا العربي كم هو جائر متعدد النزوات والأهواء
فقسا علينا حين بعثر شملنا متناثرين بسائر الأرجاء
وجذورنا في الأرض سريانية مع قوم آزخ نحتمي بلواء
كنّا تشتتنا وضاع نسيجنا لولا مبادرة من العقلاء
و كترتيب للخطوات الاجتماعية و الوطنية والاقتصادية التي قامت بها الاسرة نقول :
1- بالعام 2005 إقامة علاقة أبناء عمومة مع عشيرة زبيد
2- بالعام 2006 إقامة علاقة أبناء عمومة مع عسيرة المحلميّة
3- بالعام 2006-2007 إقامة أقوى العلاقات مع الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية السريانية و المسيحية ، لقد أقامت الاسرة علاقات حميمة جدا مع اسرة نصيبين الاجتماعية ، ومع شركات ايزلا والرافدين للنقل ومعمل البرغل والكونسروة وأكاد ومعمل ليمور كولا للمشروبات الغازية ومع المجلس الملّي ومع كل شرائح شعبنا ..
4- بالعام 2008 إقامة مشروع الميري لاند الاقتصادي الذي وحد 210 عوائل مسيحية متنوعة بمشروع مشترك واحد
5- بالعام 2009 وفي 8/8/2009 دعت الاسرة إلى اجتماع مشترك ضم قرابة 36 شابا في مطعم ومنتجع الميري لاند ، 12 شخصا من عشيرة المحلمية و 12 شخصا من الأزخينيين و12 شخصا من عشيرة زبيد
ضم خيرة شبابهم علما وحالة اجتماعية ، وأعلن الثلاثة إقامة وحدة تامة بينهم على أساس أبناء عمومة
وهكذا توحدت 13000 عائلة معا ، وكان في الاجتماع أكثر من 10 محامين ، وهذا التجمع الوطني ليس موجها ضد أي جهة ، بل هو للجميع كقدوة للوطن ،وكدعم وافتداء بالروح للوطن ، وهدفه توحيد كل أبناء المحافظة ، وبعد شهر من الاجتماع ، كانت ستتم انتخابات نقابة المحامين فقررت هذه التجمعات الثلاثة توحيد موقف محامييها البالغ عددهم 27 محاميا ، بأن يقفوا صفا واحدا ويدا واحدة لإنجاح مرشح عنهم ولدعم مرشحين وطنيين آخرين ، وهكذا غدت الاسرة بعلاقاتها أقوى قوة اجتماعية ، منظمة ووطنية في المحافظة كلها ..

س7 – حديث نسمعه عن خلافات داخل الاسرة الأزخينية ، وبأن البعض قد انسحب ومنهم
من المؤسسين ، ماحقيقة هذه الخلافات ، وهل هناك محاولات لإصلاح ذات البين ؟
إن اختلاف وجهات النظر ظاهرة صحيّة ودليل حيوية الاسرة ، وكما قلت ، ظهرت وجهتا نظر، الأولى تريد تضييق مجال عمل الاسرة وحصرها بأضيق المجالات والثانية تريد إطلاق الاسرة لمداها لتشمل كل مناحي حياة الاسرة ، الشباب والاقتصاد ، وأيدت الأغلبية الساحقة وجهة النظر الثانية وتأكد هذا التأييد حين دعت الاسرة في 23/7/2007 ، 70 عائلة تمثل كل العوائل ، وقرر الجميع السير في تقوية الاسرة وفتح مجالاتها والالتفاف حولها وانطلاقتها ، وتأكد أكثر في الاجتماع العام في 22/2/2009 الذي ضم أكثر من 150 شخصا ورسخ هذا التأييد ، والاسرة الآن هي في أزهى قوتها وانطلاقها وتتمنى وجود الجميع مؤيدين ومعارضين ضمن صفوفها ، لانريد من أحد أن يسكت عن الخطأ ، لكن أن يبقى بالداخل ، والاسرة مستعدة لتقديم كل ما يسهل وجود الجميع في قلبها وصدرها
وهي الآن في أقوى مراحلها وأزهاها ..

س8 – يقال بأنك تريد البقاء مشرفا عاما للاسرة الأزخينية إلى أجل غير مسمى ،ما هي الحقيقة ؟ولماذا لا تحدثون عرفا أو قانونا يفرض تداولا للمسؤولية ويمنع احتكار المناصب ؟
لقد كان أكبرهم للاسرة ولي شخصيا أن تكرّس قواعد ديمقراطية فيها لتأمين استمرار الاسرة في حال منعتني الظروف من الاشتراك في إدارتها مستقبلا ، وفي 23/7/2007 تمّت أول خطوة نحو الديمقراطية ، وذلك بدعوة 70 شخصا يمثلوا الاسرة ، وتم فيه انتخابي ديمقراطيا كمشرف عام على الأسرة ، لكن الخطوة الأهم كانت في 22/2/2009 حين دعي أكثر من 150 شخصا من الاسرة ، ولأهمية ما جرى أريد أن أتوسّع فيه قليلا ، فقد بدأت الاجتماع بتقديم استقالتي كمشرف عام سابق
كما قدم المجلس السابق استقالته ، ثم قدّمت شرحا عن منجزات الاسرة والاسلوب الديمقراطي الذي ينبغي أن تسير عليه ودعيت كل المختلفين بالرأي أن يبدوا آراءهم بكل حرية ، ورجوت من الجميع أن لا يقاطعهم أحد ، وأن تكون الردود في غاية الأدب والهدوء ، وقلت هذا امتحان لنا أن نكون ديمقراطيين وعقلاء أو لا نستحق التطور و التقدم ..
90% من الوقت المخصص للنقاش أخذه المختلفون بالرأي ، وتحدّث بعضهم لمرتين أو ثلاث مرات
وتحدثوا بحرية قد لا تحدث في الدول الغربية عن نقدهم لممارساتي، واتهامها بالديكتاتورية ، واختزال الاسرة باسمي ، وأعطوا أمثلة ، وأحيانا كانوا قاسين بالنقد إلى درجة جارحة ، لكن الردود عليهم كلّها كانت عقلانية وهادئة ومليئة بالأدب والحضارة ، وحين انتهى الجميع بعد نقاش استمر ساعتين ، خرجت لأعلن على إصراري على تقديم استقالتي ن وأني لا أقبل أن أرشّح نفسي مهما كانت الظروف ، وطلبت من الإخوة الراغبين بالترشح،وأعلنت أنّي سأبقى معهم و حولهم أسندهم واعاونهم وهدفي هو أن الاسرة ليست عبد المسيح قرياقس ، أريد أن أثبت للأزخينيين والناس أن الاسرة قادرة على أن تخرج أكثر من مشرف، وأنها اسرة قويّة ، ولن تتعثّر إذا غبت عنها ، وقلت ، الآن أفسح المجال للترشح لمنصب المشرف العام ، فإذا كان المرشح واحدا فالانتخاب سيتم برفع الأيدي ، وإذا كان هناك أكثر من مرشّح فسنوزّع عليكم أوراقا لتكتبوا اسم المرشح الذي ترغبوه ، وساد صمت لمدة ثلاثة دقائق ، لم يقبل أحد أن يترشّح ، فقلت أنا مصمم على الاستقالة ، وأرجو أن يترشّح من يريد وكلنا سندعمه ، لكن أحدا لم يترشّح ، وهنا جاء للكلام أحد الإخوة الذين وجّهوا أقسى نقد لي ، واعتقد الجميع أنّه سيرشح نفسه وقال
إن السيد عبد المسيح قرياقس مصر على الاستقالة ، وأنا أكثر من وجّه النقد له لكنني أقول أن الاسرة في هذه المرحلة لا يمكن أن تسير بنجاح بدونه ، لذا وبغض النظر على إصراره على الاستقالة فاني أرشّحه لمنصب المشرف العام ، وسأرفع يدي وأرجو من كل من يؤيده أن يرفع يده معي ، وارتفعت غابة من الأيدي ، المئة والخمسون رفعوا أيديهم بحماس وتعالى التصفيق ، وتوجّه الجميع نحوي يقبلونني ويهنئونني ، كنت والله ، حزينا في أعماقي لأن ما أردته- وهو أن يتصدّر شاب غيري الاسرة-قد فشل ، وقلت لهم ، كنت أحلم أن أعود إلى البيت ورأسي خال من الهموم والمتاعب الحلوة للاسرة لكن يبدو أنكم تبحثون عن إتعابي ...
بعدها شكرت الجميع وفتحت باب الترشّح للمجلس الجديد للاسرة فترشّح 28 شخصا ، والمطلوب 20 شخصا ، واتفق الجميع أن يجتمع ال28 شخصا مع المشرف العام بعد يومين ، ويتم انتخاب 20 منهم وال8 البقية كاحتياط ، وفي اليوم المحدّد ، لم يحضر 5 من المختلفين بالآراء مع الاسرة ، وبقي العدد 23 ، وحين طلبت منهم إجراء انتخاب ، أصر الجميع على بقاء العدد كما هو وهكذا ابقي عدد مجلس الاسرة الآن 23 عضوا يجتمعون كل شهر مرّة .

س9 – كان لديكم موقعا الكترونيا وقد توقف ، هل لديكم النية بإعادة تفعيله ؟ ولماذا تقتصر الاسرة الأزخينية على الاهتمام بالمشروع الاقتصادي (مجمع الميري لاند) ولا تهتم بما هو اجتماعي وثقافي، ما هو رأيك ؟
حقيقة ،لا كادر لدينا متفرّغ وفنّي لإدارة الموقع ، ونحن الآن منهمكون حتّى أعلى رؤوسنا بالعمل الهائل اجتماعيا و اقتصاديا ولا يوجد بيننا من يمكن أن نفرّغه للكتابة والكلام ، وحين نتعب من العمل نعد الجميع ، وخاصّة حين يصبح عملنا قليلا ، أن نكثر من الكلام حتى نغطي تقصيرنا ونغطي الساحة.
العمل الاجتماعي بالاسرة يأخذ أكثر من 75% من جهد وطاقة الاسرة ، ومشروع الميري لاند –المسكين- لا نتمكّن أن نخصص له أكثر من 25% من جهدنا ، فمجلس إدارة الميري لاند مؤلف من 6 أعضاء، بينما مجلس إدارة الاسرة مؤلف من 24 عضو و8 شباب مخصصون لإدارة أعمال الشبيبة و نشاطاتها

س10 – هل من كلمة أخيرة ؟
نحن نبني تجربة وطنية سريانية جديرة بأن يتم الاهتمام بها ،والاقتراب منها ،ورؤيتها والاطلاع عليها عن قرب ، ونحن واثقون أن كل من يقترب ويرى ما تفعله الاسرة ، سيفرح وقد يعجب ويرفع قبّعته احتراما لهؤلاء الفرسان الأزخينيين ، لكننا نحتاج إلى دعم الشعب ومحبته ، لأننا وجدنا أساسا لدعمه وتقويته ومحبته ، ومشروع الاسرة الاجتماعي والاقتصادي هو مشروع رائد ونموذجي وقدوة ، ونتمنى من مجتمعنا السرياني و الوطني أن يتحدانا ،ويفعل ما هو اشمل منّا وأفضل منا لننضم له .
لقد أرادت آزخ عبر اسرتها أن تمثل بذاتها الوطن كله ، لأنها مدّت يدها وفتحت قلبها للسريان والأرمن والكلدان والأشوريين والعرب والأكراد ، وتوحدت ووحدت الجميع في قلبها ، إن كان اقتصاديا أو اجتماعيا ، فالاسرة وطنيّة الروح ، ومنفتحة وتقّدس العمل ، وتعتبر كل من يتكلّم ولا يعمل غير صديق لها، وتعتبر كل من ينغلق دينيا أو قوميا معاد لها ويضرّ ذاته ويضرّ وطنه ويضرّ أجياله القادمة ويغترب عن شعبه ، لكن الاسرة قررت أن تسكن في قلب الوطن و الشعب.
شكرا للدكتور أنطوان أبرط هذه الشخصية الوطنية المثقفة والرائعة ، التي لا يمكن تجاهل حضورها الثقافي والوطني البارز في القامشلي و المحافظة .
أجرى الحوار د. أنطوان أبرط


موضوع منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ararad
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ararad


ذكر عدد المساهمات : 165
نقاط : 493

حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية   حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية I_icon_minitimeالخميس 5 نوفمبر 2009 - 0:39

حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية Barabeta.com_8250461
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ararad.yoo7.com
 
حوار شامل مع الأستاذ عبد المسيح قرياقس المشرف العام للأسرة الأزخينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار بين الحياة والموت
» اختتام مؤتمر طهران .. الدور العام والاجتماعي للدين
» تقارير: القذافي يفاوض على السلطة مقابل سلامته وأسرته .. ويشترط تسليمها أمام مؤتمر الشعب العام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ararad :: منتدى السريان-
انتقل الى: