اللغة السريانية هي إبنة اللغة الآرامية لا تختلف عنها إلا بأمور بسيطة نتيجة التطور وبفعل الزمن ويرى البعض أن لافرق بين السريانية والآرامية ، فهما لفظتان مترادفتان ، رغم إختلاف ذكرهما وتعدد لهجاتهما ، ولا يمكن أن نسمي السريانية إحدى اللغات الآرامية ، بل أدى بها تقادم العهد إلى إرتداء حلة جديدة أو يمكن القول أن السريانية هي تحديث للآرامية
ومن الخطأ إعتبار السريانية إحدى لهجات الآرامية تبعا" للمستشرقين لأن السريانية هي عين اللغة الآرامية المعروفة في التاريخ التي إشتهرت قبل الميلاد بمئات السنين والآثار الأدبية التي ظهرت مؤخرا" تؤيد هذا القول
وتعتبر اللغة السريانية اللغة القومية لسوريا التي إشتق إسم السوريين منها والتي سادت هذه المنطقة منذ الألف الثالث قبل الميلاد إلى القرن السابع ، حينا" سميت اللغة الآرامية وحينا" السريانية . هذه اللغة تكلم بها السيد المسيح وأوصى الرسول الكريم بتعلمها وهي التي لا زالت آثارها ماثلة في الكثير من متداولاتنا اليومية وفي أسماء القرى والمدن السورية
إمتدت اللغة السريانية من شمالي جزيرة العرب إلى حدود الحجاز وذلك في القرون الأولى للميلاد إلى القرن السابع عشر منه والأدلة على ذلك كثيرة فإن الكتابات التي وجدت في كل تلك الأنحاء إنما هي بالسريانية وليست بالعربية
وقال المسعودي في كتابيه(وكانت بلاد العرب اليوم وبرها و اليمن وتهامة والحجاز واليمامة والعروض والبحرين والشجر وحضرموت وعمان وبحرها الذي يلي العراق وبرها الذي يلي الشام وهذه الجزيرة كلها لسانها واحد سرياني )
وحين ظهر المسلمون ووصلوا إلى سواحل الشام أخذت العربية تنتشر شيئا" فشيئا" إلا أن لغة العرب لم تزل في نمو وإنتشار حتى غلبت السريانية شقيقتها في القرن الخامس عشر لكن هذه لم تتوارى بالتمام إلا تدريجيا" وكان بعض أهل القرى الساحلية يتكلمون بها حتى القرن السلبع عشر ولا زالت بعض القرى السورية مثل جبعدين ومعلولا وبخعا يتكلمون بها حتى الآن
واللغة السريانية لها إثنان وعشرون حرفا" وهي حروف أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت التي إتخذ العرب صورها وترتيبها هذا من السريانية ولكتابتها ثلاث خطوط وهي الخط السطرنجيلي والخط الشرقي أي خط النساطرة المعروف عند العامة الكلداني والخط الغربي المستعمل في الكنائس والأدبيات السريانية .